“مهرجان الممالك القديمة” يروج لثقافات ضاربة في أعماق التاريخ..
انطلقت أمس، فعاليات “مهرجان الممالك القديمة”، الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والذي يربط العلا بمحافظتي تيماء وخيبر، عبر تجارب ثقافية تاريخية متنوعة.
وسيكون المهرجان، الذي ينتهي في الثاني من ديسمبر المقبل، بمثابة حلقة وصل بين مختلف المواقع التاريخية في خيبر وتيماء، وتعزيز التجارب الثقافية من خلال قصص تعود إلى آلاف السنين، والعبور بين الحضارات والممالك العربية القديمة، وربط الثقافات المتنوعة عبر التاريخ.
وحضر حفل الافتتاح 15 وفدا من الصحافة العالمية، من بينها «صحيفة الرياض». ويشكل المهرجان حلقة وصل تاريخية بين المحافظات الثلاث: العلا وتيماء وخيبر، من خلال تجارب ثقافية تسلط الضوء على الهوية الفريدة لكل موقع والتاريخ الذي يحمله، بدءاً من العروض الضوئية إلى رحلات المنطاد، فضلاً عن جولات الهليكوبتر والجولات المصحوبة بمرشدين. المواقع التراثية المختلفة التي تعبر عن التراث الإنساني.
عرفت تيماء في العصور القديمة بموقعها الفريد على طريق البخور التاريخي، حيث تعد من الكنوز الأثرية التي تتوالى من خلالها الاكتشافات الأثرية، مجسدة تاريخا مسجلا يجمع بين الحضارات المتعاقبة، حيث تحتضن أكبر بئر في شبه الجزيرة العربية.
كما تعد محافظة خيبر من أهم الأماكن التاريخية وتشتهر بسوقها التجاري وطبيعتها الجغرافية، بالإضافة إلى الهياكل الحجرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتأخذ أشكالاً مختلفة منها المستطيلات.
فيما تواصل مدينة الحجر الأثرية سحرها التاريخي العميق، كأحد أبرز المواقع ضمن مهرجان الممالك القديمة، الذي يعبر عن الحضارة النبطية، ومركز حيوي على طريق البخور الذي يعد أحد المواقع الموجودة اليوم على خريطة العالم للمعالم التراثية حسب تصنيف اليونسكو، ويقدم مركز الزوار شرحاً كاملاً عن التطورات الأخيرة قدمه الدكتور عبدالرحمن السحيباني، حيث أطلعت الوفود على بنية وجه امرأة يعود تاريخها إلى العصر النبطي، حيث تم اكتشافها في مدينة “الحجر” المعروفة باسم “الحنات”، بالإضافة إلى العروض الضوئية في “الحجر”.
وكذلك التنقيب مع علماء الآثار في مواقع التنقيب “جبل عكمة” الذي يعد أكبر مكتبة نقوش في العالم، ومشاهدة أكبر عرض فني للتعريف بالنقوش وقصص حياة مدينة دادان القديمة والنقوش الحيوانية التي تم العثور عليها في العلا منذ 3000 ألف سنة.
كما يقدم المهرجان لمحة عن واحة “تيماء” الواقعة في ملتقى الحضارات، وزيارة “بئر الهداج” وهي تحفة يعتقد أن آخر ملوك بابل بناها، وكذلك “نجم” سوق تيماء”، وجولة في تيماء مع زيارة “قصر الرمان” المسمى أيضاً “قصر الحاكم”، وهو نموذج رائع للعمارة العربية، مصحوباً بخدمة الدليل السياحي الصوتي.
وعلى الجانب الآخر من «مهرجان الممالك القديمة» نجد «خيبر» بتاريخها وثقافتها العميقة، وأماكنها مثل «معسكر خيبر»، القريبة من فوهة بركان، وهناك تتاح الفرصة لكل زائر لتجربة “مسارات المغامرة” عبر الحمم البركانية التي تشكلت في تجربة ثقافية طويلة الأمد.

